حين شاركنا حياتنا عبر الإنترنت

تُمثل وسائل التواصل الاجتماعي ظاهره اجتماعيه تقانيه نشات عن توظيف الامكانات الهائله التي وفرتها ثوره الاتصالات وفي القلب منها الانترنت، واذا نظرنا -على سبيل المثال- الى احد اشهر هذه الوسائل، وهو موقع فيسبوك، فسنجد انه قد نشا في عام 2004م ليمثل اداه للتواصل على نطاق محدود خاصه بطلبه بعض الجامعات الامريكيه، ثم بدا في التوسع حتى زاد عدد مستخدميه عن المليار مستخدم عبر بقاع الارض كافه. يناقش هذا الكتاب مجموعه من القضايا المتعلقه بالخصوصيه في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، اذ يُقرر الواقع ان من حق المجتمع ان يقوم بدوره في حمايه خصوصيه مستخدمي هذه الوسائل وتوعيتهم بعواقب التخلي عنها.وفي هذا الاطار يعرض الكتاب مخاطر الكشف عن الذات عبر وسائل التواصل الاجتماعي واي المستخدمين عرضه لها؟ والى اي مدى يُمكن للاطلاع على المحتوى الذي لم يرد الاخرون اطلاعك عليه ان يُمثل امرًا مهمًا، اذا ما اعترفنا بوجود الدافع للانغماس في محتويات وسائل التواصل الاجتماعي؟ والى اي مدى يحاول الافراد الانخراط في سجالات عبر الانترنت عبر اعاده النشر المتعَمَدَه للمحتويات المُشينه، ولِمَ يفعلون ذلك؟ والى اي مدى ووِفقَ اي ظروف ينزع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي للتسامح مع المعلومات المُشينه عن الاخرين او التغاضي عنها؟ وهل تختلف هذه الاتجاهات من فئه عمريه الى اخرى، او عبر مراحل الحياه المختلفه؟ واخيرًا ما المنفعه الحقيقيه التي نحققها من المشاركه في هذه الوسائل، وهل يمكن لنا الانسحاب -ببساطه- متى اردنا من المشاركه في هذه الوسائل؟ ما هذا سوى غيض من فيض من الاسئله الكُبرى التي ستساعد على اناره سبيلنا لفهم طبيعه التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.