أولئك أبي – في وداع والدي عبدالله بن إداريس

حفظ ابي القران الكريم في طفولته، ثم امَّ الناس في المسجد عند شبابه.لكنَّ هذا الرجل المستمر على درجه متوازنه (مستدامه) من التدين طوال حياته، كان ايضًا يكتب الشعر التاملي والوجداني وشعر الغزل تحديداً، ويقرا المجلات الادبيه الصادره من الداخل ومن الخارج ومن المهجر، وياتي بها الى بيته لتكون بمثابه (اللقاح) لابنائه.حين زارني في باريس، كان حرصه على رؤيه برج ايفل لا يقلُّ عن حرصه على زياره جامع باريس الكبير، واهتمامه بمعرفه احوال الجاليه المسلمه هناك لا يقلُّ عن اهتمامه بمعرفه المقاهي العتيقه التي كان يجلس فيها ادباء فرنسا.هذه المعادله المتوازنه بين الدين والدنيا ليست حكراً على ابي، لكنها ليست معادله هيّنه، ولذا فالقادرون على تطبيقها قلّه، كان ابي احدهم.