الاعراب المرئي للقرآن الكريم ج2

الإعراب المرئي أسلوب حديث في التحليل النحوي يساعد الإنسان على قراءة النص القرآني عن طريق المقارنة الآنية بين الكلام وإعرابه. فهو يقدم للقارئ معلومات كافية لوضع كل كلمة أو جملة في مجملها من الإعراب، هذا القارئ، عندما يرغب في الإطلاع على التنزيل الكريم، يحتاج إلى معرفة الموضوعين الأساسيين من اللغة ألا وهما: علم العربية، أي قواعدها، من جهة، وفهم المعاني، أي تحديدها من جهة أخرى. من هنا غاية الإعراب المرئي في معالجة الموضوع الأول من المشاكل التي يواجهها قارئ العربية، تاركاً له ولخبرته معالجة الموضوع الثاني منها وهو الذي يحتاج إلى قاموس لغوي مفصل لشرح معاني الكلمات. لقد درجت التقاليد في الإعراب التطبيقي، كما يعلم في المدارس، أن يبرز النص المراد إعرابه في أعلى المكان المخصص لذلك ثم توضع كل كلمة منه إلى يمين الصفحة فيصار إلى إعرابها بطريقة مفصلة. هذه الطريقة التقليدية لا تترك مجالاً أمام المهتمين بأمور القواعد للإيجاز وكسب الوقت أو المكان، بحيث يلاحظ أن كبار النحويين كالزمخشري والعبكري وأبي حيان، احتاجوا، عندما انكبوا على إعراب القرآن الكريم، إلى العديد من المجلدات التي ترهق العقل البشري وتنزف جهده إلى درجة أنه، مع مرور الزمن، يقلع عن متابعة مسيرته في الإطلاع على النصوص القرآنية بعمق ودراية. أما الإعراب المرئي فيختصر المكان والزمان ويخصص مساحة صغيرة تحت كل كلمة من النص الكريم لتدوين المعلومات الضرورية التي تسمح، من دون شك من كلمة أخرى، يجري تفكيكها من السوابق واللواحق المتصلة بها، في سبيل إظهار كل جزء منها بشكل مستقل وواضح مع تدوين إعرابه بالدقة المرجوة. والإعراب المرئي يقوم على اختيار ألوان طبيعية للدلالة على الحالات النحوية، وتستعمل هذه الألوان لتزويد القارئ بمعلومات أكيدة تغنيه عن الشرح الطويل والوصف المتكرر. فالإعراب المرئي ابتكار حديث جرى استخدامه في هذا الكتاب، وهو الأول من سلسلة الإعراب المرئي” للدلالة، بطريقة سريعة ومنهجية سليمة، على عوامل الإعراب والبناء المتعلقة بالاسم كالفاعلية والابتداء والمفعولية والنسخ والمصدرية والجر والتبعية، أو على العوامل المتعلقة بالفعل كالصيغة والزمان والتصريف والعمل والإثبات والعلة، أو كذلك على عوامل البناء التي تتعلق بالحرف أكان عاملاً يعمل في الاسم أو في الفعل أو غير عامل يدل على معنى غيره من الاسم أو الفعل بعد وضعه في الجملة. والألوان المختارة لهذه الغاية ستة للدلالة على إعراب الكلمات، وخمسة للدلالة على إعراب الجمل : 1-اللون الأحمر يدل على حالة الرفع وينطبق على الاسم والفعل والجملة. 2-اللون الأزرق يدل على حالة النصب وينطبق على الاسم والفعل والجملة، 3-اللون الأخضر يدل على حالة الجر وينطبق على الاسم والجملة، 4-اللون البنفسجي يدل على حالة الجزم وينطبق على الفعل والجملة، 5-اللون اللبني يدل على حالة البناء وينطبق فقط على اسم الفعل والفعل، 6-اللون الأصفر يدل على حالة البناء التي لا محل لها من الإعراب في جميع أنواعها. إن منهجية المتبعة لإعراب كلمات القرآن الكريم وجملة قضت بتخصيص الصفحة اليمنى من الكتاب لإعراب الكلمات والصفحة اليسرى منه لإعراب الجمل: 1-في إعراب الكلمات يظهر الوصف النحوي المختصر تحت كل كلمة من الآية المختصة وضمن مستطيل يحمل المعلومات اللازمة المتعلقة بالوظيفة النحوية والحالة الإعرابية لوضع الكلمة في مكانها الصحيح. 2-في إعراب الجمل، تكتب الآية التي تؤلف جملة واحدة ضمن قوسين ويظهر الوصف النحوي الخاص بها في مستطيل ملون يقع تحت هذه الجملة.