قد بحق

ستتعرف في هذا الكتاب على حقيقة معنى القيادة, وكيف تصبح قائدًا (إذا كنت تريد ذلك). في الفصول الأربعة الأولى سوف نهدم الأساطير الأربعة التي شلت فكرة القيادة في عصرنا الحديث: أولًا أن القيادة لا بد أن تكون خصائصها بطولية”، ثانيًا, ضرورة أن يكون القائد نمطًا معينًا من الأشخاص، ثالثًا, وجوب أن تكون القيادة من المقدمة، رابعًا أن القيادة لا تتجلى إلا في أوقات الأزمات. وببساطة ستعرف عكس ما سبق: أن القيادة تكون خصائصها روتينية، وأنه بوسع أي شخص تولي زمام القيادة حتى لو لم تنظر إليه المجموعة باعتباره قائدًا، وأن القيادة الحقيقية – ذات الجدوى حقًّا والتي تحدث فارقًا – تتجلى كل يوم, وليس في أوقات الأزمات فحسب. سأقدم لك في فصول هذا الكتاب ما ستحتاج إليه إذا كنت تنشُد الارتقاء (وما دمت تقرأ هذا الكتاب فسأفترض أنك تنشد ذلك): العقلية اللازمة، ومجموعة المهارات الأساسية، وأساليب التعامل مع الإخفاقات (التي ستحدث حتمًا)، وإرشادات بشأن كيفية البدء. وكذلك سوف تكتشف نمط القيادة الأنسب لك، والذي سيتضح لمعظمنا عندما أستعرض المعلومات التي توضح خصائص كل نمط، كما يمكنك بعد ذلك تحسين نمط قيادتك الطبيعي للحصول على أفضل النتائج. هدفي أنك حين تتم قراءة الفصول الأولى من هذا الكتاب الوجيز تكون مقتنعًا بالتحلي بنهج يتسم بقدر أكبر من المبادرة بدلًا من اليأس حيال وضع ندرة القيادة الحقيقية في هذا الجيل. أستهدف نقض المفاهيم الخطأ الكثيرة حول ماهية القيادة, بما يجعلك تقرر أنك أنت أيضًا قادر على القيادة وإحداث فارق حقيقي في نطاق نفوذك، وبقية الفصول ستزودك بكل ما تحتاج إليه لبدء بداية قوية. إذا كنت قائدًا بالفعل، سواء على نطاق كبير أو صغير، فأعتقد أن هذا الكتاب سيساعدك في إعادة تأجيج شغفك بالقيادة, وسيمنحك منظورًا جديدًا، بالإضافة إلى بعض الأدوات الجديدة لجعل قيادتك أكثر فاعلية