التعبير ببساطة .

واليك الحقيقه الصادمه: جمهورك لا يهتم بك، ليس الامر شخصيًّا، انهم لا يهتمون بمحتواك ايضًا، بل يهتمون بكيفيه تاثير محتواك عليهم.لا احد منا يعيش في فراغ، فتاريخ البشريه ليس قصه الافراد؛ انه قصه تفاعل الافراد مع الاخرين، فهويتنا تُحدَّد -الى حد كبير- بالطريقه التي نرى اننا تؤثر بها على الاخرين، وباختصار، فان رسالتك البسيطه والواضحه يمليها عليك العالم المحيط بك بشكل جزئي، رسالتك الى العالم هي -بالضروره- رسالتك التي تربطك بالعالم.ان التركيز على الذات هي صفه نملكها جميعًا، انها سمه انسانيه فطريه، لكنها ليست سيئه؛ انها في الواقع تساعدنا على البقاء، لكنها ايضًا السبب الرئيس للخلل الذي نواجهه في التواصل، وان نهجنا الغريزي في التواصل هو التحدث الى الاخرين من وجهه نظرنا الخاصه لا من وجهه نظرهم، وفي المقابل نستمع ايضًا الى الاخرين من خلال منظورنا الشخصي، ونضع الافتراضات ونسمع الافكار من خلال تجاربنا الشخصيه.اننا نقضي حياتنا في صراع مستمر لنعرف انفسنا وكيفيه ارتباطنا بمحيطنا، نسعى جميعًا لايجاد صوتنا و(رسالتنا الشخصيه الى العالم)، ولا يستطيع هذا الكتاب مساعدتك في معرفه نفسك، ولكن يمكنه مساعدتك على ايصال رسالتك؛ مواهبك، طموحاتك، اهدافك، مساهمتك الملموسه في مجتمعك الى من حولك، وفعل ذلك بكل بساطه ووضوح.اذا اردنا تحسين قدرتنا على التواصل مع الاخرين، لنحسن فهمهم ويحسنوا فهمنا، فان الطريقه الاسهل والاكثر فعاليه لتحقيق ذلك هي التركيز على الاخرين اكثر من تركيزنا على انفسنا، واذا اردت التواصل مع جمهورك، فقلل من مقدار حديثك عن نفسك او عن محتواك، وتحدث فقط عن هذه الامور الى الحد الذي تؤثر به على احتياجات جمهورك.اذا فكرت فيما تهدف لمشاركته من حيث كيفيه تاثيره على الاخرين، فان رسالتك عن نفسك تتغير، رسالتك الى العالم ليست عن نفسك، ولكن عن كيفيه تاثيرك على العالم.