مهارات القراءة لدى الأطفال
تُعد القراءة من أهم المهارات التي يمكن أن يكتسبها الطفل في سنواته الأولى، فهي تبني أساسًا متينًا لتعلمه الأكاديمي، وتساعده على فهم العالم من حوله. القراءة لا تقتصر على اكتساب الكلمات، بل هي عملية شاملة تدرب عقل الطفل على التساؤل، الربط بين الأفكار، والتعبير عن ذاته بطريقة أوضح وأقوى.
الوالدان هما العنصر الأهم في هذه الرحلة. يمكن البداية بخطوات بسيطة مثل تخصيص مكان مريح مزوّد بكتب مناسبة ومتنوعة، ودمج القراءة في الروتين اليومي ولو لدقائق معدودة. القراءات القصيرة ولكن المنتظمة تعطي نتائج أعمق من الجلسات العشوائية. ومن المفيد دائمًا إشراك الطفل عبر توجيه أسئلة بعد القصة وتحفيزه على إعادة سردها بأسلوبه الخاص.
كما أن السماح للطفل باختيار كتبه يعزز إحساسه بالمسؤولية ويُشعره أن القراءة متعة شخصية وليست مجرد واجب. ويمكن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة عبر الكتب الصوتية أو التطبيقات التعليمية التي تحول القراءة إلى تجربة تفاعلية مشوقة.
دراسة حالة
مريم، أم لطفل يبلغ السادسة، قررت أن تُدخل القراءة في روتين ابنها بشكل منتظم. خصصت ركنًا صغيرًا في غرفة نومه، وزيّنته بكتب مصورة وقصص قصيرة. اتفقت معه على عشر دقائق قراءة يومية قبل النوم، وحرصت على أن يتناوبا في اختيار القصة: مرة يختارها هو ومرة تختارها هي.
بعد أربعة أسابيع فقط، لاحظت أن طفلها يستخدم كلمات جديدة في حديثه اليومي مثل “مغامرة” و”بطولة”، وأصبح يروي أحداث القصة لشقيقته الصغيرة بأسلوب مشوّق. كما بدأ يضيف تفاصيل من خياله ليجعل الحكاية أكثر متعة. مريم رأت هذا التغيير انعكاسًا مباشرًا لممارستها البسيطة، إذ أصبح طفلها أكثر تفاعلًا وثقة بنفسه، وربط القراءة بالمرح لا بالواجب المدرسي.
الخلاصة: القراءة استثمار ثمين في عقل وقلب الطفل، تبدأ بخطوات صغيرة، وتثمر في مستقبل مليء بالخيال والمعرفة.
Speaking of “reading skills,” you might be interested in Reading comprehension and Literacy. These articles provide further information and insights into these topics.